وأوضح السيد المالكي، خلال مداخلة له في إطار أشغال المنتدى الأول رفيع المستوى حول الذكاء الاصطناعي المنظم من قبل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أن دينامية إصلاح قطاع التعليم في المغرب يمكن أن تستفيد بشكل كبير من التكنولوجيات الحديثة للذكاء الاصطناعي، كرافعة لتحول المدرسة والمنظومة التربوية.
وسلط السيد المالكي الضوء على اهتمام المجلس بهذه التكنولوجيات كجزء من انخراطه الكامل في مشروع إصلاح النظام التربوي بجميع مكوناته لتحقيق أهداف الرؤية الاستراتيجية في أفق 2030.
وفي هذا الإطار، تطرق السيد المالكي إلى الأدوار التي يمكن أن يؤديها الذكاء الاصطناعي في تسريع تحول قطاع التعليم، كتحليل المعطيات المتعلقة بأداء التلاميذ وتفضيلاتهم، وتعزيز إمكانية الوصول إلى التعلم وتكييفه مع وتيرة وأسلوب المتعلمين، بالإضافة إلى تكوين المدرسين.
كما أكد السيد المالكي على "الدعم القيم" الذي يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي للمدرسين، من خلال رقمنة المهام الإدارية، وتحليل المعطيات حول أداء التلاميذ، وتقديم اقتراحات لتحسين التدريس، مشيرا إلى أن ذلك سيمكن المدرسين من تخصيص المزيد من الوقت للتفاعل مع التلاميذ وتطوير المهارات غير المعرفية؛ مثل الإبداع وحل المشاكل.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يغير طريقة تقييم المهارات والمعارف، من خلال توفير تحليلات دقيقة ومعمقة لأداء التلاميذ، ورقمنة عملية التقييم، من أجل الحصول على تغذية راجعة سريعة ومخصصة حول أنشطتهم.
وأوضح أنه على الرغم من كثافة أوجه التقدم والتطورات التي تشهدها هذه التكنولوجيا في جميع مجالات النشاط البشري، لا يمكن تقليص الذكاء الاصطناعي إلى بعده التكنولوجي البسيط، مؤكدا أنه "من المتوقع أن يلعب، في المستقبل، دورا مركزيا كمسرع لتحولات عميقة في السلوكيات والبنيات الاقتصادية والمنظومة الاجتماعية".
وخلص إلى أنه من الضروري الاعتراف بأن الدمج الناجح للذكاء الاصطناعي في التعليم يتطلب نهجا مدروسا وأخلاقيا، مشيرا إلى أهمية التحقق من أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم بطريقة تعزز قدرات المدرسين، وتشجع التعليم الذي يركز على التلميذ، عوض استبدال المعلمين بشكل كامل، أو استدامة الفشل وغياب المساواة في المنظومة.
وينظم هذا اللقاء الدولي، الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى ثلاثة أيام، من قبل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، من خلال مركزها الدولي للذكاء الاصطناعي بالمغرب "حركة الذكاء الاصطناعي"، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وبمشاركة ممثلي أكثر من 30 دولة، منها حوالي 15 دولة إفريقية، بهدف وضع الأسس لاستراتيجية إفريقية للذكاء الاصطناعي.