وألهب الفنانون، الذين تناوبوا على منصة الحفل، التي توسطت ساحة البلدية بعاصمة الشاوية، الجمهور الغفير الذي استمتع على مدى أزيد من ثلاث ساعات بباقة متنوعة من أغاني تراث العيطة المرساوية.
وافتتح الحفل بعرض شريط وثائقي عن الفنان الراحل بوشعيب البيضاوي، سلط الضوء على مسيرته وأعماله الفنية التي أغنت ريبيرتوار فن العيطة، تلاه العرض الموسيقي لمجموعة هبالة لوز، التي أدت باقة من الأغاني الشعبية التراثية لقيت تفاعلا واستحسانا من قبل الجمهور الذي حج بكثافة إلى مكان الحفل.
وتماهى الجمهور، الذي حج بكثافة إلى مكان الحفل، مع الكشكول الفني الذي قدمته الفنانة الشعبية لطيفة السطاتية، وأدت من خلاله بعضا من روائع أغاني العيطة المرساوية من قبيل "سطات بلادي"، و"طلق الحمام يطير"، و"العلوة".
وشكل نجم الأغنية الشعبية عبد الله الداودي لحظة فارقة في الحفل، إذ ردد معه الجمهور كلمات أغلب الأغاني التي أداها، كما تفاعل الجمهور من كل الأعمار مع إيقاعات وكلمات الأغاني في لوحة فنية بديعة.
وبهذه المناسبة، أكدت المديرة الجهوية لقطاع الثقافة بجهة الدار البيضاء - سطات حفيظة خيي، أن اختيار العيطة المرساوية، فرضه تجذر هذا الفن الموسيقي بمدن جهة الدار البيضاء- سطات.
وأضافت السيدة خيي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المهرجان يندرج في إطار تنويع وتطوير العرض الثقافي بالجهة، خاصة في شقه المتعلق بالتظاهرات والتنشيط الثقافي ضمن مخطط برنامج التنمية الجهوية 2022-2027.
وتابعت أن مهرجان العيطة المرساوية، في دورته الأولى كان حريصا على تنويع برنامج عروضه، إذ بالموازاة مع الحفل الموسيقي الذي نظم مساء الخميس، تم في نفس اليوم عرض الفيلم الوثائقي"دموع الشيخات" للمخرج مومن الصافي، وذلك بالمركز الثقافي سطات، مشيرة إلى أن هذا الفيلم يسعى إلى تسليط الضوء على حياة الفنانات الشعبية، خاصة آلامهن، وطموحاتهن.
وإلى جانب الحفلات الموسيقية، والأفلام السينمائية، أولى مهرجان العيطة المرساوية، للبحث الأكاديمي، إذ يشمل البرنامج تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع "العيطة بين الأصل ومحاولات التجديد"، وهي الندوة التي من المقرر أن يحتضنها اليوم الجمعة المركز الثقافي بسطات، يليها عرض الفيلم السينمائي خربوشة، على أن يتم مساء نفس اليوم إحياء سهرة فنية، بمشاركة رواد فن العيطة.
ويواصل هذا المهرجان، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء - سطات، بتعاون مع مجلس جماعة الدار البيضاء، إلى غاية 27 يوليوز الجاري في محطته الأخيرة بالدارالبيضاء، إدخال الفرحة وإسعاد عشاق الموسيقى الشعبية.