وتنخرط المرأة في هذه العملية من خلال تجميع المعطيات لدى الأسر، عاكسة قيادة ميدانية غير مسبوقة، لما تظهره من تفاعل إيجابي وسلس مع المواطنين.
وتصل هؤلاء النسوة كطاقم يضم مفتشات ومراقبات ومشرفات، الليل بالنهار لإكمال هذا الاستحقاق المهم بنجاح، والوفاء بالتزامهن حتى يكن في مستوى الحدث الذي ينظم كل عشر سنوات، والذي سيكون بمثابة أساس للسياسات العامة المستقبلية والسياسات الاستراتيجية القطاعية والسوسيوـ اقتصادية.
وهنا يبرز اسم الدليل على ذلك، حفصة بن خطاب، الطالبة بخنيفرة، التي اختارت، حبا لوطنها، أن تكون ضمن مفتشي الإحصاء.
هذه الطالبة ذات الـ 22 عاما وطالبة الماستر في الهندسة اللوجستية، تخرج من منزلها صباحا وهي ترتدي قبعة ومسلحة بحماس لا حدود له وبإرادة قوية من أجل هذه المهمة.
تدق الباب أولا قبل إلقاء التحية باللغة الأمازيغية لتسترسل في طرح الأسئلة المتضمنة في الاستمارة المعتمدة في عملية الإحصاء الوطني للسكان والسكنى، تتلقى إثرها أجوبة بتلقائية وصدر رحب من لدن الشخص المستجوب.
حفصة قبل بدء مهمتها، خضعت لمراحل تكوين ومعرفة شاملة بالمجال الترابي الذي ستشتغل فيه كمفتشة إحصاء حتى تتمكن من التواصل وضبط دقيق لرهانات التنمية على المستوى المحلي.
وكشفت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها لم تتردد ولو للحظة في أداء هذا الواجب الوطني النبيل، حيث أن الأمر يتعلق، بالنسبة لها، بإثبات الذات وإظهار مدى مساهمة المرأة المغربية وبشكل فعال في إنجاح المشاريع الكبرى للأمة.
وسجلت هذه الطالبة/المفتشة أن الحدث وطني بامتياز. "لم تعترضنا أية مشاكل خلال مهمتنا، نلقى الترحيب من ساكنة خنيفرة، وتجري العملية في جو من التعبئة الشاملة والانخراط الكبير من كافة مكونات المجتمع".
وقالت إن المرأة المغربية تضع نفسها رهن إشارة المجتمع، وأنها حاضرة في كافة المجالات، وستثبت نفسها أيضا في هذه العملية.
وتسجل عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 نسبة تقدم مهمة بإقليم خنيفرة، لاسيما في المناطق الجبلية بفضل الالتزام الكبير لطاقم الإحصاء مدعوما بترسانة من أعوان ومساعدي السلطة.
وتم تعبئة نحو 3602 إطارا ضمنهم 2693 رجل بحث للمساهمة في إنجاح هذه المحطة بمساعدة من أعوان ورجال السلطة، يجوبون 135جماعة على متن 524 سيارة تم توفيرها لتسهيل تنقلاتهم بمختلف مناطق جهة بني ملال ـ خنيفرة.
ويتم تنفيذ الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2024، الذي يقوم على استمارتين من أجل تجميع المعطيات لدى الأسر، على تطبيق معلوماتي.
وتم تطوير هذا التطبيق من قبل المسؤولين التنفيذيين في المندوبية السامية للتخطيط مع تثبيتها على الأجهزة اللوحية، حيث تشمل حدود المناطق والمسارات التي ينبغي على الباحثين اتباعها أثناء إجراء الإحصاء، والاستبيانات وقواعد الاتساق وصحة البيانات التي تم تجميعها، مما يسهل استغلال المعلومات التي تم تجميعها في عين المكان قبل نقلها، في الوقت الحقيقي، إلى مركز إدارة البيانات.