وفي هذا الصدد، اطلع السيد صديقي، الذي كان مرفوقا بعامل إقليم جرسيف، ومهنيين ومنتخبين، ووفد هام من المسؤولين بالوزارة، على مشروع التنمية القروية المندمج بالمناطق الجبلية لجهة الشرق الخاص بإقليم جرسيف، والذي سيتم إنجازه على مدى 7 سنوات، باستثمار قدره 410,9 مليون درهم.
ويهدف هذا البرنامج، الذي سيستفيد منه أزيد من 100 ألف فلاح على مستوى الجهة، إلى تحسين ظروف عيش الساكنة القروية بالمناطق الجبلية بطريقة مستدامة، والحد من تعرضهم للتغيرات المناخية، بالإضافة إلى تحسين دخل الأسر القروية من خلال الرفع من الإنتاج الفلاحي، وتنويع مصادر الدخل، وتثمين المنتجات وتعزيز تسويقها.
ويشمل المشروع الذي سيستفيد منه، على مستوى إقليم جرسيف، أكثر من 40 ألف فلاح بـ 5 جماعات بالإقليم، تنمية الأشجار المثمرة المقاومة للتغيرات المناخية، والسلاسل الحيوانية والمنتجات المجالية، والتهيئة الهيدرو- فلاحية، والبنية التحتية القروية، بالإضافة إلى دعم المنتجين لتثمين وتسويق المنتجات.
وبهذه المناسبة، أشرف الوزير على إطلاق أشغال غرس الزعفران عبر توزيع 46 طنا من بصيلات الزعفران في إطار هذا البرنامج، لفائدة 30 مستفيدا منظما في تعاونيات، حيث سيتم تطوير هذه السلسلة الحديثة في الإقليم بشكل أساسي في جماعة بركين.
وبالجماعة الترابية صاكا، اطلع الوزير على البرنامج الجهوي والإقليمي لتنمية سلسلة الصبار في إطار مشاريع الفلاحة التضامنية للمخطط الفلاحي الجهوي لاستراتيجية الجيل الأخضر، والذي يهدف إلى تحسين وتنويع دخل المستفيدين من خلال تنويع نظم الإنتاج واعتماد سلاسل إنتاج مقاومة للتغيرات المناخية.
وقام السيد صديقي، بهذه المناسبة، بإعطاء انطلاقة أشغال غرس 100 هكتار من الصبار المقاوم للحشرة القرمزية، والتي من شأنها إعطاء دينامية جديدة لهذه السلسلة بالإقليم.
ويهدف المخطط الفلاحي الجهوي في أفق 2030، إلى غرس 20.850 هكتار من الصبار، وزيادة الإنتاج إلى 126.000 طن، ما سيمكن من تحقيق قيمة مضافة قدرها 410 مليون درهم، وخلق 761.000 يوم عمل. كما يرتقب هذا المخطط بناء وتجهيز 3 وحدات لثمين الصبار بالجهة باستثمار إجمالي قدره 10 مليون درهم.
وعلى مستوى إقليم جرسيف، يضم البرنامج غرس 500 هكتار من الصبار المقاوم للحشرة القرمزية، وحفر 5 آبار لضمان استدامة المشروع، وإنشاء 5 أحواض لتخزين المياه المستخدمة في الري، واقتناء 5 صهاريج متنقلة لفائدة 580 فلاح، باستثمار إجمالي قدره 10,22 مليون درهم.
وأكد السيد صديقي، على أهمية هذه المشاريع المهمة المندرجة في إطار برنامج تنمية المناطق الجبلية الذي خصص له حوالي 411 مليون درهم، ويهم سلاسل الإنتاج المتأقلمة في المنطقة (أشجار الخروب، ونباتات الزعفران، والصبار).
وأبرز في تصريح للصحافة، أن هذا البرنامج يضم أيضا التهيئة الهيدرو- فلاحية، وفك العزلة عن الضيعات الفلاحية، ودعم الإنتاج الحيواني، وتربية النحل وإنتاج العسل.
وأضاف أن الأمر يتعلق كذلك، بتطوير وحدات لتثمين القيمة المضافة لهذه المنتجات بشكل يساهم في تنمية المنطقة، والرفع من مدخول الفلاحين تحقيقا لأهداف استراتيجية الجيل الأخضر، التي تصبو إلى إبراز طبقة فلاحية وسطى.