ففي جماعة آيت تاكلا الواقعة غير بعيد عن شلالات أوزود، تواصل أطقم الإحصاء جمع المعطيات لدى الأسر في أجواء تطبعها الجدية والرغبة الصادقة في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني الهام، مما يعكس الانخراط غير المشروط للسكان الذين يساهمون بتلقائية في هذه العملية.
فعلى الرغم من وعورة الطرق المسالك، فضلا عن تباعد المنازل، تعمل أطقم الإحصاء المدعومة بأعوان السلطة، جاهدة من أجل استكمال هذه العملية على بعد أيام قليلة من انتهائها.
ولا تخلو الطرق والممرات المؤدية إلى المساكن من عقبات لاسيما بين المداشر المتفرقة والمشيدة في أعالي جبال المنطقة. وهي أعباء ما تلبث أن تتبدد بفضل الترحيب الحار للسكان وكرمهم وتجاوبهم التلقائي مع أسئلة الباحثين، في مثال حي عن الإيثار الذي يتحلى به سكان هذه المناطق، الذين لا يبخلون بمساعدة الباحثين في أداء مهامهم والتخفيف عنهم أعباء التنقل في ظل الطبيعة الوعرة للمنطقة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشاد (م.ب) وهو أحد سكان جماعة آيت تاكلا بالعمل الذي يقوم الباحثون بهذه الجماعة المعروفة بتشتت الدواوير وصعوبة الولوج إلى بعض القرى، مذكرا بأن الساكنة على قناعة تامة بأهمية هذا الإحصاء العام للسكان والسكنى وأهمية دعمه بالكامل من خلال مد يد المساعدة لأطقم العملية ومرافقتها في الميدان.
وقال إن إتقان طاقم الإحصاء للغة الأمازيغية يسهل التفاعل مع المواطنين ويجعل التواصل وديا وأكثر مرونة.
هذا الشعور تتقاسمه وداد عزيزي واحدة من أفراد أطقم الإحصاء التي أشارت في تصريح مماثل إلى أن السكان لا يدخرون جهدا لتسهيل المهمة من خلال الإجابة بصراحة ودقة على مختلف الأسئلة الواردة في استمارة الإحصاء.
ويشارك في هذه العملية على مستوى إقليم أزيلال نحو 717 شخصا، منهم 523 باحثا و176 مراقبا و18 مشرفا جماعيا، فضلا عن فرق إدارية وأعوان سلطة في الوسطين الحضري والقروي.
ولتسهيل عمل أطقم الإحصاء خاصة في المناطق الجبلية، تم تسخير نحو 176 مركبة في جميع أنحاء الإقليم لتسهيل تنقل هذا الفريق في مناطق الإحصاء.
ويأتي إنجاز هذه العملية ذات الطابع الاستراتيجي، تنفيذا لتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، انسجاما مع توصيات لجنة الإحصاء التابعة للأمم المتحدة، وستمكن من إعطاء صورة حقيقية حول السكان والسكنى بالمملكة.
ويعتمد هذا الإحصاء على استمارتين من أجل تجميع المعطيات لدى الأسر، تضم الأولى أسئلة تتعلق بالبنيات الديموغرافية والظواهر النادرة كالهجرة الدولية والوفيات، بينما تضم الاستمارة الثانية المفصلة أسئلة تتعلق بمواضيع جديدة كالحماية الاجتماعية واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.