وتجسد هذه الوحدة الاهتمام الكبير الذي توليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للنهوض بالتعليم الأولي على مستوى الجماعات الترابية القروية التابعة لإقليم آسفي، وذلك وعيا منها بأهمية ضرورة الاستثمار في مرحلة الطفولة المبكرة باعتبارها مرحلة عمرية مؤسسة في الحياة.
ويتجلى هذا الاهتمام أيضا من خلال إطلاق عدة مشاريع تتعلق بتوسيع نطاق ولوج الأطفال إلى التمدرس، لاسيما إلى التعليم الأولي، وخاصة من خلال إحداث هذه الوحدة ومثيلاتها بمختلف الجماعات الترابية بالإقليم.
وهكذا، تضطلع وحدة التعليم الأولي، المتواجدة بدوار لعكارطة 2 بدور مهم في تربية أطفال الدوار وتشكيل الوعي الأساسي لديهم حول مختلف جوانب الحياة وتنمية حسهم وملكاتهم.
وجهزت هذه الوحدة، المنجزة بغلاف مالي يقدر بأزيد من 403 ألف و228 درهم، بشكل مبتكر يراعي حاجيات الأطفال من خلال توفير أركان اللعب والصباغة، والتجمع، والمكتبة، وكذا ركن المشروع، وهي فضاءات متنوعة تساهم في تنمية ملكات أطفال هذا الدوار بطرق جديدة وبيداغوجيات مختلفة.
وفي هذا الإطار، أبرزت المربية هاجر مامون، التي تشتغل بهذه المؤسسة التابعة للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، أن وحدة التعليم الأولي هاته تجسد مجهودات الدولة في مجال تعميم التعليم الأولي وبالأخص في العالم القروي.
وقالت هاجر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "إننا نعتمد على العديد من البيداغوجيات، أهمها اللعب باعتباره الأقرب إلى الأطفال"، مشيرة إلى أن اللعب يعتبر وسيلة تلقين مهمة وإيصال المعلومات بشكل سلس.
كما أوضحت أن هذه البيداغوجيات تشمل كذلك التنشيط من خلال ترديد الأناشيد وقراءة القصص، والتعلم عن طريق بيداغوجيات الخطأ والفريق والتعلم بالقرين، مضيفة أن كل هذه المقاربات تروم تكوين طفل يتمتع بشخصية قوية وبإمكانه التعبير عن نفسه بحرية، وقادر على التفاعل مع محيطه بشكل إيجابي.
وأشارت هذه المربية، التي تنجز عملها وهي مفعمة بالحيوية أثناء تفاعلها بأطفال هذه الوحدة، إلى أن مرحلة التعليم الأولي جوهرية سيما وأنها خطوة انتقالية مهمة نحو مرحلة التعليم الابتدائي.
يشار إلى أنه تم إنجاز هذه الوحدة في إطار برنامج "الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة" للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، الذي يهدف إلى دعم وتعزيز تمدرس الأطفال بالوسط القروي والاستثمار في هذه الفئة من المجتمع منذ سن مبكرة.