وتعكس هذه الدار، التي تندرج في إطار البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتعلق بـ"تحسين الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة"، الدور الفعال الذي تضطلع به المبادرة على مستوى الإقليم، في المساهمة في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وتحسين جودة التعليم بالنسبة للتلاميذ والتلميذات المنحدرين من أسر فقيرة بالوسط القروي.
وفي هذا الإطار، قال مدير الثانوية الإعدادية الإمام الشافعي التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بآسفي، محمد السعدي، إن هذه الدار المتواجدة بهذه المؤسسة التعليمية تندرج في إطار برنامج الدعم الاجتماعي الذي تستفيد منه مجموعة من المؤسسات بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأوضح السيد السعدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المشروع يتوفر على جناح للذكور تبلغ طاقته الاستيعابية 64 سريرا، وانطلق العمل به خلال الموسم الدراسي 2018-2019، وعلى جناح للإناث يضم 80 سريرا، وشرع في تقديم خدماته في 7 مارس المنصرم.
وأبرز في ذات السياق، أن هذه البنية الاجتماعية الهامة تقدم بالإضافة للإيواء، خدمات الإطعام والأنشطة الثقافية والتربوية والرياضية، مؤكدا أن هذه الخدمات ساهمت بشكل كبير في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي وتشجيع التلاميذ، لا سيما الفتيات على استكمال المسار الدراسي.
وأشار إلى أن هذا المشروع، المندرج ضمن برنامج خدمات الدعم الاجتماعي، يدخل أيضا في إطار تنفيذ التزامات خارطة الطريق 2022-2026، التي تروم ضمان تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ وتقليص الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بينهم، فضلا عن الرفع من مستوى التحصيل الدراسي.
من جهتهم، أبرز عدد من التلاميذ والتلميذات المستفيدون، الوقع الإيجابي الكبير لهذه البنية الإيوائية ذات الخدمات المتعددة، من خلال تخفيف المصاريف عن الأسر وتحسين العرض التربوي بالإقليم.
وأشادت التلميذة نوال فريد، من دوار أولاد حدو الذي يبعد عن المؤسسة بـ 20 كلم، وتتابع دارستها بمستوى الثالثة إعدادي، بمستوى الخدمات الجيدة التي تقدمها دار الطالبة للمستفيدات مما يساعدهن على متابعة دراستهن في ظروف ملائمة، معبرة عن امتنانها للجهود التي تبذلها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل مساعدة الفتيات وخاصة بالعالم القروي لمواصلة مشوارهن الدراسي والارتقاء بمستواهن التعليمي.
أما التلميذ سهيل فردوس، من دوار "بويوم"، والذي يتابع دراسته بالمستوى ذاته، فقد أشار إلى أن هذه البنية ساهمت بشكل جوهري في تيسير تعليمه من خلال تجنب عناء التنقل، مشيدا بأهمية ومستوى الأنشطة الرياضية والثقافية المختلفة التي تقدمها دار الطالب والطالبة.
وبفخر شديد، عبر هذا التلميذ الذي تظهر على محياه صفات الالتزام والكد والاجتهاد، عن فرحته بتصدر التلاميذ المقيمين في هذه البنية النتائج العامة بالمؤسسة.