وتأكد هذا الدعم من خلال زيارة ميدانية قامت بها اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية باقليم بنسليمان لأحد مشاريع التعاونية الفلاحية النسوية "أم رحاب" التي تعكف منخرطاتها الخمس على تسخير جهودهن من أجل العمل على تثمين منتوج العسل وتربية النحل بأسلوب عصري كفيل بتحسين الإنتاجية.
وفي هذا السياق، أكد رئيس مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم بنسليمان حساني فؤاد ،أن هذا المشروع التنموي يندرج في إطار محور دعم الاقتصاد الاجتماعي التضامني لبرنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب.
وأبرز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة القروية يشكل فرصة لتسليط الضوء على الدور المحوري الذي تضطلع به المرأة القروية في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الحاجيات الغذائية والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وأضاف أن هذا الاحتفال يأتي لتأكيد الدعم الذي توفره المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمرأة القروية كإطار مناسب لمساندة هذه الفئة التي تعاني الهشاشة ، وذلك في تكامل مع مختلف البرامج الحكومية التنموية.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن من بين تدخلات المبادرة العمل على تقوية مهارة النساء القرويات في مجال إدارة المشاريع وعقد جلسات للتوعية التحسيس حول حقوق المرأة ودعم الأنشطة المدرة للدخل عن طريق تمويلات صغيرة أو متوسطة للمشاريع الفردية في إطار دعم المقاولات ، أو جماعية في إطار محور الاقتصاد الاجتماعي التضامني، الى جانب الشراكات مع القطاعين العام والخاص الكفيلة بتحقيق التكامل من أجل ضمان التنمية القروية.
وبلغة الأرقام ، فبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يقدر بنحو 4 ملايين درهم، تمكنت 150 امرأة من الانخراط في تأسيس 30 تعاونية على مستوى إقليم بنسليمان لتحسين دخلهن الاقتصادي والاجتماعي التضامني.
وتمثل هذه التعاونيات النسوية، العاملة أساسا في قطاعات الفلاحة وتربية النحل وتربية الدواجن والصناعة التقليدية والسياحة القروية، نسبة 39 في المائة من مجموع المشاريع الممولة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال الفترة الممتدة ما بين 2019و 2024 والتي بلغ عددها الإجمالي 77 مشروعا في هذا المحور.
وفي تصريح مماثل ، قالت خديجة العزعوزي مسيرة التعاونية الفلاحية النسوية "أم رحاب" أن هذه الأخيرة ، المتواجد مقرها بدوار البصاصلة جماعة الزيايدة، تتخطى مهامها اليوم تربية النحل وإنتاج العسل والخلية لتشمل أيضا العديد من المنتجات المجالية من قبيل الكسكس والسمن.
وشددت على الأهمية الكبيرة التي توليها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إدماج أعضاء التعاونية الخمس من ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق الشغل عبر إمدادهن بمختلف المعدات التجهيزات الضرورية.
يشار إلى أن الكلفة الإجمالية لهذا المشروع حددت في 150 ألف درهم ، منها 90 ألف درهم كمساهمة من المبادرة الوطنية لتنمية البشرية الى جانب مساهمة عينية بقيمة 30 ألف درهم لتوفير مقر المشروع وبعض تجهيزات العمل فضلا عن مساهمة مالية بنفس القيمة، فيما تمثلت مساهمة المديرية الإقليمية للفلاحة في تقديم المساعدات التقنية اللازمة للتسيير والتدبير.