ويعتبر المجهول نجم التمور بلا منازع في هذه التظاهرة، وهو صنف مغربي صرف، ومصدر فخر وطني، كما يشكل نموذجا للتراث الفلاحي المغربي، إذ يجسد خبرة الفلاحين المغاربة على مر العصور.
وحجز هذا الضيف المميز الذي يزين الموائد المغربية خاصة خلال المهرجانات وحفلات الزفاف وخلال شهر رمضان المبارك، مكانا متميزا بين أروقة الملتقى الدولي للتمور الذي يمكن من ترويج وبيع التمور من قبل عارضين من مختلف المشارب.
وبحظى تمر المجهول بإعجاب كبير من قبل زوار الملتقى حيث يلقب لقب "بملك التمور" بفضل محتواه العالي من الألياف والمغذيات ومضادات الأكسدة. وينضج هذا الصنف بشكل متأخرا في واحة درعة، وفي وقت متأخر نسبيا بوادي زيز وفي وقته بموطنه الأصلي تافيلالت.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال عبد الرحيم، وهو زائر من مكناس قدم رفقة عائلته الصغيرة، إنه " على غرار كل سنة أقوم بزيارة الملتقى لتذوق واكتشاف وشراء مختلف أصناف التمور التي يعرضها العارضون والتعاونيات"، مضيفا أن الغاية من زيارته تتمثل في اكتشاف المنتجات المحلية المعروضة.
وأضاف أن "الملتقى الدولي للتمور يلبي جميع الحاجيات والأذواق"، مبرزا أن "صنف المجهول يحظى بمكانة مرموقة بالمقارنة مع الأصناف الأخرى".
ومن جهته،، قال رشيد البسيطة، وهو مستثمر فلاحي في قطاع النخيل والتمور، أن نخيل المجهول اكتسب مكانة دولية مرموقة ويتمتع بقدرة تنافسية عالية.
وأضاف أنه "بفضل قيمته الغذائية وحجمه المميز، فإن تمر المجهول مطلوب بشكل كبير على الصعيدين الوطني والدولي"، مشيرا إلى أن الأصناف المغربية الأخرى تتمتع كل منها بخصائص فريدة، مما يمكنها من إرضاء جميع الأذواق.
من جانبه، أشار المهندس الفلاحي، علي عمري العلوي، إلى أن سلسلة إنتاج تمور المجهول تمر بعدة مراحل، بما فيها الحصاد ثم التخمير والتعبئة والفرز، بناء على مستوى الرطوبة في التمر، تم التصنيف والتخزين في درجة حرارة تصل إلى أقل من 18 درجة مئوية.
وقال السيد العلوي، الذي يسهر على عمليات تعبئة وتغليف التمور في مزرعة في بودنيب (إقليم الرشيدية) "لقد حصلنا على شهادات الجودة التي تمكننا من التصدير إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية والكندية على وجه الخصوص".
وتنظم هذه الدورة من الملتقى الدولي للتمور بأرفود، المنظمة تحت شعار "الواحات المغربية : من أجل أنظمة قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية"، بمشاركة حوالي 230 عارضا من الفاعلين الرئيسيين في سلسلة نخيل التمور.
وتسلط هذه الدورة الضوء على النظم البيئية للواحات والتحديات التي تواجهها، وكذا التقدم المحرز في مجال استدامة هذه المجالات.
ويحظى الملتقى، الذي تنظمه جمعية الملتقى الدولي للتمور بالمغرب، تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بمكانة مهمة في السياسة الفلاحية للمملكة، حيث تم وضع برنامج شامل يضم تأهيل وإعادة هيكلة الواحات ومواصلة غرس مساحات جديدة بهدف مواصلة تنمية السلسلة وضمان استدامتها، بما يجعل منه منصة حقيقية للتواصل وتسويق التمر المغربي.