وأضاف السيد الروداني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الخطاب الملكي، من خلال تجديده التأكيد على قدسية الوحدة الترابية للمملكة وسيادتها غير القابلة للمساومة، يعزز موقع المغرب كركيزة للاستقرار وفاعل إقليمي أساسي من أجل السلام والتنمية والأمن في منطقة ذات توازنات حساسة".
وأبرز أن جلالة الملك جدد، في خطابه، تأكيد التزام المغرب بمقاربة واقعية وبراغماتية، بعيدا عن الرؤى التي عفا عنها الزمن والحلول غير القابلة للتطبيق، والتي تشكل مصدرا للانقسام وعدم الاستقرار بالنسبة للمنطقة برمتها.
وأوضح الخبير الجيوستراتيجي أن الخطاب الملكي أبرز التقدم الذي تشهد الأقاليم الجنوبية، والتي أضحت، اليوم، نموذجا للتنمية والاستقرار بفضل جهود الإدماج والاستثمارات الاستراتيجية للمملكة، مشيرا إلى أن الصحراء المغربية باتت نموذجا للازدهار والاستقرار.
وقال إن جلالة الملك دعا أيضا المجتمع الدولي إلى التحرك في مواجهة غياب الشفافية والتقاعس الذي يبقي ساكنة مخيمات تندوف محتجزة في ظروف سيئة.
وأشار الخبير إلى أن جلالة الملك أعلن، في خطابه السامي، عن توجه استراتيجي جديد لتدبير شؤون المغاربة المقيمين بالخارج، موضحا أن هذا الإعلان يعكس رغبة ملكية في إطلاق إصلاح عميق واستشرافي من أجل إدماج أفضل للمغاربة المقيمين في الخارج في مسلسل التنمية الوطنية.
وبحسب السيد الروداني، يمكن للمغرب الاستفادة من المهارات والشبكات والموارد التي يتيحها مغاربة العالم لدعم قطاعات رئيسية من قبيل الاستثمار والابتكار ونقل المعرفة من خلال تفاعل أفضل مع الإدارة وتحسين الولوج إلى الخدمات العمومية.
وخلص إلى أن الجالية المغربية، وبفضل ارتباطها الوثيق بوطنها الأم وغنى تنوعها، ليست مجرد امتداد للأمة في الخارج، بل قوة فاعلة، قادرة على إلهام الابتكار، والمساهمة في تقوية الاقتصاد وإسماع صوت المغرب خارج الحدود.