ويتوخى تخليد هذا اليوم، الذي يصادف الخميس الأول من شهر نونبر، التحسيس بأهمية مكافحة التنمر المدرسي من أجل مؤسسات تعليمية آمنة ودامجة، كما يشكل فرصة لتسليط الضوء على الجهود الدؤوبة التي تبذلها المملكة قصد التصدي لهذه الظاهرة الآخذة في التنامي.
وتلتزم المملكة بشكل فعال بحماية الأطفال من الآثار المدمرة للتنمر المدرسي والإلكتروني من خلال تبني استراتيجيات ومبادرات متعددة وتنظيم حملات تهدف إلى توعية التلاميذ، والأطر التربوية، وأولياء الأمور بمختلف أشكال التنمر وتداعياته على الصحة النفسية والجسدية للأطفال.
وفي هذا الإطار، تتواصل الحملة التي أطلقها المرصد الوطني لحقوق الطفل، تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، رئيسة المرصد، يوم 29 أكتوبر الماضي، تحت شعار "لنعمل معا"، والرامية إلى مكافحة التنمر داخل الوسط المدرسي والوقاية منه.
ويتضمن برنامج هذه الحملة، التي تجسد عزم المغرب على حماية أطفاله من التنمر المدرسي، الآفة العالمية التي تتطلب التزام الجميع، على الخصوص، عرض كبسولة تحسيسية، أعدها أخصائيون في الطب النفسي للأطفال، داخل 3770 مؤسسة تعليمية ثانوية وإعدادية مجهزة بقاعات وحقائب متعددة الوسائط، وذلك بتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وتأتي أهمية هذه الحملة بالنظر إلى خطورة التنمر في الوسط المدرسي، وتداعياته على الصحة النفسية للطفل، والتي لا تؤدي فقط إلى الانقطاع عن الدراسة، بل قد تتجاوزه، في مرحلة ثانية، إلى العزلة الاجتماعية، والانسحاب النفسي. وفي حال لم يتم التعرف على التلميذ كضحية، قد يصاب هذا الأخير بقلق مدرسي أو اكتئاب أو اضطرابات نفسية أخرى قد تؤدي به إلى الانتحار.
وتهدف هذه الكبسولة، التي لا تتجاوز مدتها دقيقتين، والتي تم إعدادها باللغة العربية مرفوقة بترجمة إلى الفرنسية، على أن يتم إعدادها لاحقا باللغة الامازيغية، إلى التعريف بالتنمر في الوسط المدرسي والتمكن من رصده بكل أشكاله، إلى جانب توعية التلاميذ بمخاطره وتأثيره على صحتهم النفسية، وتعزيز قيم التضامن واللطف داخل جميع المدارس.
وأكدت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في دورية لها، حرصها على اتخاذ التدابير اللازمة من أجل تنظيم ورشات داخل الأقسام المدرسية بعد عرض الكبسولة، تشرف عليها الأطر التربوية، مشيرة إلى أن هذه الكبسولة ستكون متاحة على الأنترنت.