وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد مؤطر ومنسق هذه التظاهرة، إدريس كسيكس، أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو إعادة الفلسفة إلى الفضاء العمومي و"جعلها فضاءً للجهر بالحقيقة، أي قول الحقيقة"، مشيرا إلى أن "هذا المطلب الأخلاقي (...) يتمثل في تحمل مسؤولية الحديث عن العالم، ليس ككلٍّ متكامل، بل كمجموعة من التفردات، والتحدث مع بعضنا البعض دون تراتبية أو أحكام مسبقة".
وأوضح أن "هذه الفكرة المتمثلة في إخراج الفلسفة إلى الفضاء العمومي، والتي تعود بنا إلى الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط الذي قال +لا يمكننا تعلم الفلسفة، بل يمكننا فقط تعلم التفلسف+، تعني أن الفلسفة ليست مجرد تخصص كباقي التخصصات، بل هي أيضا مسار وطريقة للوجود وللتفكير"، مشيرا إلى أنها "تعد في الوقت نفسه تخصصا قائما بذاته وتخصصا يدمج عدة تخصصات".
وتساءل منسق هذا الحدث الثقافي حول "هل يمكننا التفلسف خارج نطاق الزمن الذي نعيش فيه؟ ما الذي يجب أن نفكر فيه في ظل عودة التوترات والصراعات العنيفة بين الشرق والغرب؟ ما الذي يجب أن نفكر فيه في زمن الأزمة البيئية؟".
من جهته، أكد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، مصطفى اجاعلي، أن ملتقى الفلسفة هو مناسبة للفلاسفة المشاركين لتبادل الآراء مع الأساتذة الباحثين والطلبة والجمهور العام حول كل ماله علاقة بالفلسفة، مضيفا أن الجامعة تعمل من خلال هذه المبادرة على تأكيد تجذرها في مدينة فاس التي هي في حاجة إلى مثل هذا النوع من التظاهرات.
وفي السياق ذاته، شدد رئيس الجامعة الأورومتوسطية بفاس، مصطفى بوسمينة، على الاهتمام الذي توليه الجامعة الأورومتوسطية للفلسفة، لاسيما وأن أهميتها لا تقتصر على طلبة العلوم الاجتماعية والإنسانية فحسب، بل كذلك طلبة المجالات العلمية الأخرى مثل الهندسة والذكاء الاصطناعي والهندسة المدنية، مضيفا أن الجامعة ينبغي أن تكون مكانا يمكن للطلاب فيه تكوين شخصياتهم وآرائهم.
على صعيد آخر، أعربت كارين فويلر فيالون، القنصل العام لفرنسا بفاس ومديرة المعهد الفرنسي بنفس المدينة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن ارتياحها للإقبال الكبير على هذه التظاهرة التي تنظم لأول مرة في العاصمة الروحية للمملكة، مشيرة إلى أن التحدي الذي يطرحه هذا الحدث يتمثل في إعادة النقاش الفلسفي إلى قلب المدينة بالمعنى الفلسفي للمصطلح.
وينظم لقاء الفلسفة من قبل المعهد الفرنسي، بالشراكة مع الجامعة الأورومتوسطية وجامعة سيدي محمد بن عبد الله والوكالة الجامعية للفرانكوفونية ومركز جاك بيرك والجماعة الحضرية لفاس، والعديد من الشركاء الآخرين.