وأبرز المتدخلون خلال هذا اللقاء، الذي نظمته المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية بجهة الشرق، في إطار النسخة الرابعة من المعرض الجهوي للزيتون (15 - 19 نونبر)، أهمية تحسيس الفلاحين ومختلف الفاعلين في القطاع الزراعي بإقليم جرسيف، بضرورة الاستعمال العقلاني للمياه، بالنظر إلى ندرة هذه المادة الحيوية، وتأثير ذلك على استدامة الزراعة بالجهة.
واعتبروا أن مسألة الاقتصاد في استعمال المياه المخصصة للزراعة، تشكل إحدى الأولويات الكبرى لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية التي يشهدها الإقليم وجهة الشرق بصفة عامة، في ظل تزايد تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية والنشاط الفلاحي، مبرزين أن هذه التحديات تفرض تعزيز الالتزام الجماعي عبر اتخاذ مبادرات تأخذ بعين الاعتبار حاجيات الفلاحين، وتضمن استدامة القطاع الفلاحي كرافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة.
وشددوا على ضرورة العمل على رفع مستوى الوعي بمحدودية الموارد المائية، وتحفيز الفلاحين على تبني ممارسات زراعية مستدامة، تشمل تقنيات الري بالتنقيط، واختيار المحاصيل المقاومة للجفاف، وتعزيز قدرة القطاع الفلاحي على التكيف مع الظواهر المناخية القاسية، من خلال تحسين إدارة المياه وتقليل تأثير الجفاف على الإنتاجية الزراعية.
وأكد أيضا المشاركون في هذه الندوة، على أهمية إشراك الفلاحين في مسؤولية الحفاظ على الموارد الطبيعية، باعتبارهم الفاعل الرئيسي في ضمان استمرارية النشاط الفلاحي، وتكثيف الحملات التحسيسية، وتنظيم دورات تكوينية، وتقديم دعم تقني ومادي لتسهيل الانتقال نحو ممارسات زراعية مبتكرة ومستدامة.
وأكدت ممثلة المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية لجهة الشرق، عائشة الزريكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم هذا اللقاء يندرج في إطار الجهود المبذولة لتحسيس الفلاحين بضرورة الاقتصاد في المياه، واطلاعهم على أهم وأحدث التقنيات، والأنظمة المستعملة في الري الزراعي، وكذا تمكينهم من معرفة أهم العروض، والمساعدات، والإعانات المالية المخصصة للاقتصاد في مياه الري، والمساطر الإدارية والقانونية الواجب اتباعها للاستفادة منها.
وأوضحت أن هذا اللقاء، يروم إبراز أهمية التحسيس بخطورة تبذير المياه، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من توالي سنوات الجفاف، وتأثيراته المستقبلية على القطاع الفلاحي، وكذا التأكيد على ضرورة العمل الجماعي لحماية الفرشة المائية والتربة من الاستنزاف والتدهور، مشيرة إلى أن اعتماد أنماط ري فعالة يتيح تحسين جودة المحاصيل الزراعية وزيادة مردوديتها.
ومن جهته، اعتبر عبد الرحيم بنسلاو، رئيس تعاونية "تموليت" الفلاحية، أن مثل هذه اللقاءات تكتسي أهمية بالغة في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن الفلاحين بإقليم جرسيف في حاجة ماسة لمثل هذه المبادرات والندوات التأطيرية والتحسيسية، لاسيما في مجال ترشيد استعمال المياه، واطلاعهم بأحدث الأنظمة والتقنيات المستعملة في الري الزراعي.
وأكد في هذا الصدد، أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتحسيس الفلاحين والتعاونيات الفلاحية، بأهمية اعتماد أنظمة الري المقتصدة للمياه (كتقنيات الري بالتنقيط)، والزراعات الجديدة المقاومة للتغيرات المناخية (كالصبار، والجوز، واللوز، والخروب).