وسلط المشاركون في هذه الندوة، التي نظمها مركز التوثيق والأنشطة الثقافية التابع للمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بالدار البيضاء - سطات، حول موضوع "المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال المجيد: ملحمة الوحدة وبناء المستقبل"، الضوء على الأبعاد الوطنية والتاريخية لهاتين المناسبتين المجيدتين، ودورهما في تحقيق الوحدة الوطنية وإرساء أسس التنمية المستدامة بالمملكة.
وأكدوا خلال هذا اللقاء، المنظم تخليدا للذكرى الـ 49 للمسيرة الخضراء والذكرى الـ 69 لعيد الاستقلال المجيد، أن هاتين المناسبتين ساهمتا، إلى جانب ملاحم تاريخية أخرى، في تعزيز قيم المواطنة ونشر الوعي بأهمية الوحدة الوطنية في تحقيق الاستقرار والنماء بالمملكة، وترسيخ روح التضامن والتلاحم بين مختلف فئات الشعب المغربي.
وبهذه المناسبة، قال أستاذ مادة الفقه وأصوله بجامعة ابن زهر بأكادير، رضوان غنيمي، إن تظاهرتي "المسيرة الخضراء" و"عيد الاستقلال" تمثلان إرثا وطنيا مهما ينبغي الحفاظ عليه والعناية به وتثمينه واستثماره لفائدة الأجيال المستقبلية، وذلك في إطار مقاربة جديدة تهدف إلى ربط الماضي بالحاضر.
وأضاف أن استحضار الأحداث الوطنية والتاريخية يشكل مناسبة سانحة للائتلاف والاجتماع وحشد الهمم، وتقوية أواصر الانتماء إلى الأوطان، مؤكدا أن "الاحتفال بهذه المناسبات ليس ضربا من الترف الفكري، بل يندرج في سياق تعزيز ذاكرة الأمة وإبراز مشاعر الفخر والنضال التي امتزجت بأرواح ملوكنا وأجدادنا وآبائنا".
وأضاف غنيمي أن "الواجب يحتم علينا العمل على تعزيز قيم المواطنة لدى فئة الشباب، انطلاقا من هاتين المناسبتين العظيمتين، خاصة وأن الاضطلاع بهذه القيم المشتركة بين المواطنين، خدمة للوطن، يمكن أن نستمدها من الأحداث التي واجهها السلف خلال العقود الماضية".
من جهته، أكد الأستاذ والخبير في شؤون الاندماج والتربية بألمانيا، محمد عسيلة، على أهمية الدور الذي تضطلع به إمارة المؤمنين في حماية الوحدة الوطنية وتعزيز الهوية المغربية لمغاربة العالم، في ظل الاحتفالات المخلدة لذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال.
وأبرز، في هذا الصدد، أن إمارة المؤمنين تقوم بدور محوري في حماية الهوية الإسلامية المغربية والحفاظ عليها، في ظل التحديات الفكرية والثقافية التي يفرضها العالم الحديث، باعتبارها ركيزة أساسية لتوحيد المغاربة حول القيم المشتركة، سواء كانوا داخل المغرب أو في دول المهجر.
وأشار إلى أن ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال يمثلان وحدة الأمة المغربية وتلاحمها، ويغرسان في قلوب المغاربة مشاعر الوطنية والانتماء مما يجعل منهما رمزين مستمرين في ذاكرة الشعب المغربي.
من جانبه، أكد محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، أن ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال يكتسيان أهمية كبرى من حيث استحضار بعض الذكريات والمعاني الرمزية المتعلقة بالتلاحم بين العرش والشعب، والمرتبطة كذلك بالبناء المؤسساتي للمغرب منذ الاستقلال إلى اليوم.
وأشار الزهراوي إلى أن الحديث عن هاتين المناسبتين الوطنيتين أمام الأجيال الصاعدة يتعين أن يتم بطريقة جديدة ومغايرة، عبر الانتقال من الطابع الإخباري والقصصي إلى إبراز بعض المعالم والمحطات المهمة في تاريخ المغرب، والتي شكلت على الدوام مفخرة للأمة المغربية.
بدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، عبد الفتاح البلعمشي، إن "المسيرة الخضراء"، المحطة التاريخية التي تجسد العلاقة الفريدة بين العرش والشعب، و"الاستقلال" الذي يجسد نضال المغاربة من أجل الانعتاق والحرية، يندرجان ضمن الملاحم الوطنية الكبرى التي تساهم في تعزيز قيم المواطنة.
وأضاف أن المجتمع، الذي بلغ مستوى متقدما من النضج للاهتمام بقضاياه الوطنية، مدعو إلى المساهمة بشكل أساسي في المبادرات الرامية إلى تجديد الوعي بقيم المواطنة، والاضطلاع بدور مكمل لجهود الدولة في ملف الوحدة الترابية للمملكة، ولمواكبة المكاسب المحققة في هذا الصدد.